عمّه ، وقد كان ولي بالجزيرة عملا فعزله عمر ، فلحق بأبي عبيدة بالشام ، فكان معه ، وكان جوادا مشهورا بالجود لا؟؟؟ لق (١) شيئا ولا يمنع أحدا ، وقد كان صنع بالمزني (٢) ما صنع ، استرعاه فأفاد مالا فكلم عمر في ذلك وقيل له : عزلت خالدا أوعبت عليه العطاء ، وعياض أجود العرب وأعطاهم لا يمنع شيئا يسأله ، فقال عمر : هذه سيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى مالنا ، وإنّي مع ذلك لم أكن مغيّرا أمرا قضاه أبو عبيدة.
ومات عياض بن غنم بعد أبي عبيدة ، فأقرّ عمر على عمله سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي مكانه ، ومات سعيد بعد فأمّر عمر مكانه عمير بن سعد (٣) الأنصاري ، ومات عمر وعمير بن سعد (٤) على حمص وقنّسرين ، وإنّما .... (٥) قنّسرين معاوية بن أبي سفيان فيمن لحق به من أهل العراقين ، ومات يزيد بن أبي سفيان وجعل عمر مكانه معاوية ونعاه لأبي سفيان ، فقال : من جعلت على عمله يا أمير المؤمنين؟ فقال : معاوية ، فقال : وصلتك رحم ، فاجتمعت لمعاوية دمشق والأردن ، ومات عمر ومعاوية على دمشق والأردن ، وعمير بن سعد (٦) على حمص وقنّسرين ، وعلقمة بن محرز على فلسطين ، وعمرو بن العاص على مصر.
أنبأنا (٧) أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا محمّد بن عبيد البالسي ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، أنبأنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا علي بن عبد الله التميمي قال :
عياض بن غنم الفهري مات بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري.
قالا : أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني عمّار ، حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق قال : ويقال : مات بلال مؤذّن النبي صلىاللهعليهوسلم بدمشق سنة عشرين ، وفيها مات عياض بن غنم (٨).
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) الأصل : سعيد ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ خليفة والإصابة.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٦) كذا بالأصل.
(٧) كتب فوقها في الأصل : ملحق.
(٨) راجع كتاب المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٠٧.