مستهلّ جمادى الآخرة سنة ٣٧٨ بمرض الاستسقاء ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليهالسلام ودفن به ، وكانت إمارته بالعراق سنتين وثمانية أشهر ، وكان عمره ٢٨ سنة وخمسة أشهر ؛ قاله أبو الفداء.
بهاء الدولة (أبو نصر خسرو فيروز)
ابن عضد الدولة وقيل اسمه خاشاذ كما في تاريخ أبي الفداء ، تولّى إمارة العراق بعد وفاة أخيه شرف الدولة سنة ٣٧٩ في خلافة الطايع بالله العبّاسي فخلع عليه الطايع وأقرّه على إمارته فخاف بهاء الدولة من أبي علي بن شرف الدولة أن ينازعه الإمارة فكاتب الأتراك سرّا واستمالهم ، وكتب إلى أبي علي يطيّب قلبه ، فحسن الأتراك إليه أن يوافي بهاء الدولة فلمّا أتى إليه أكرمه ثمّ قبض عليه وقتله ، وجهز للمسير إلى الأهواز لقصد بلاد فارس وأسقط ما كان يؤخذ من المراعي من سائر السواد ، وفي سنة ثمانين وثلاثمائة سار من بغداد إلى خوزستان عازما على فارس فأتاه هناك نعي أخيه أبي طاهر فجلس للعزاء ثمّ دخل أرّجان واستولى عليها وأخذ ما فيها من الأموال فكان ألف ألف دينار وثمانين ألف درهم ومن الثياب والجواهر ما لا يحصى ، فشغب الجند فأطلق لهم الأموال فسكتوا. وسار إلى نوبندجان (١) وبها عسكر أخيه صمصام الدولة فانهزموا فبثّ سراياه في نواحي فارس ، ثمّ اصطلحا على أن يكون لصمصام الدولة فارس وأرّجان (٢) ولبهاء الدولة خوزستان والعراق ، ولكلّ واحد منهما أقطاع في بلاد الآخر ، فلمّا قتل صمصام الدولة صارت كلّها لبهاء الدولة ، ثمّ مرض بصرع متتابع وتوفّي بأرّجان
__________________
(١) هي مدينة بأرض فارس.
(٢) بفتح أوّله وتشديد ثانيه وجيم وألف ونون مدينة كبيرة من كورة فارس.