داره وألّف رساله أوضح فيها الحجّة على نصب المستثني وأرسلها إليه.
وكان من بدء أمره أنّ عمّه عماد الدولة علي بن بويه طلب من أخيه ركن الدولة حسن بن بويه أن ينفذ إليه عضد الدولة ، فلمّا ورد عضد الدولة شيراز جلّله عماد الدولة كثيرا وألقى إليه مقاليد الأمور ، ولمّا توفّي عماد الدولة وانتقل الملك إلى أخيه ركن الدولة وعمّه معزّ الدولة أحمد بن بويه اتفقا على إبقائه في فارس. وفي سنة ستّين وثلاثمائة أحضره والده ركن الدولة في أصبهان ، وعهد بالملك إليه ، فلمّا توفّي أبوه وعمّه بلغ النهاية في السياسة ، وملك عمّان ومن بها من الشراة في سنة ٣٦٣ ، واستولى على العراق ، وأوقع بأهل الشقاق وبدّدهم ، ودخل عضد الدولة بغداد وخطب له بها ، ولم يكن قبل ذلك يخطب لأحد ببغداد ، وضرب على بابه ثلاث نوب ولم تجرّ بذلك عادة من تقدّمه ، واستولى على ملك بني حمدان. وفي سنة ٣٦٩ عمّر بغداد ومشهد أمير المؤمنين ومشهد أبي عبد الله الحسين عليهماالسلام وأصلح الطريق من العراق إلى مكّة وأجرى الجرايات على الفقهاء والمحدّثين والمتكلّمين والمفسّرين والشعراء والنسّابين والأطبّاء والحسّاب والمهندسين ، وفي سنة ٣٧٠ استولى على قلاع أبي عبد الله البريدي بنواحي الجبل وعلى جرجان وطبرستان وما يتصل بهما ، والبيمارستان العضدي ببغداد منسوب إليه ، وهو في الجانب الغربي ، وغرم مالا عظيما ، وليس في الدنيا مثل ترتيبه ، وفرغ من بنائه سنة ٣٦٨ وأعدّ له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه ، وهو الذي أظهر قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، فالمراد منه يعني عمّر النجف حتّى صار قابلا للسكنا ، وإلّا أوّل من أظهر قبره عليهالسلام هارون الرشيد وبنى عليه المشهد الذي هناك ، وغرم عليه شيئا كثيرا وأوصى بدفنه فيه.
وقال أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر بعد أن وصف بالأدب وذكر له أبياتا من الشعر ، واخترت من قصيدته ما يلي :