لها : أقتدي بمن وصيّته إلى امرأة؟ فقالت : اقتدي بالحسين بن عليّ ، والحسين بن عليّ أوصى إلى أخته زينب سلام الله عليها بنت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في الظاهر ، وكان ما يخرج من عليّ بن الحسين من علم ينسب إلى زينب ، سترا على عليّ بن الحسين عليهالسلام. ثمّ قالت : إنّكم قوم أصحاب أخبار ، أما رويتم أنّ التاسع من ولد الحسين يقسّم ميراثه وهو في الحياة؟!
وروى المحدّث البحراني في مدينة المعاجز نقلا عن أبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري بالإسناد عن محمّد بن القاسم العلوي قال : دخلنا جماعة من العلويّة على حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى عليهالسلام فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد وليّ الله؟ قلنا : بلى والله ، قالت : كانت البارحة عندي وأخبرني بذلك وإنّه كانت عندي صبيّة يقال لها نرجس وكنت أربّيها من بين الجواري ولا يلي تربيتها غيري ، إذ دخل أبو محمّد عليّ ذات يوم فبقي يحدّ النظر إليها ، فقلت : يا سيّدي ، هل لك فيها من حاجة؟ فقال : نحن معاشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ولكنّا ننظر تعجّبا وإنّ المولود الكريم على الله يكون منها.
قالت : قلت : يا سيّدي ، أرسلها إليك؟ قال : استأذني أبي في ذلك ، فصرت إلى أخي فلمّا دخلت عليه تبسّم ضاحكا قال : يا حكيمة ، جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة ، ابعثي بها إلى أبي محمّد فإنّ الله عزوجل يحبّ أن يشركك في هذا الأمر ، فزيّنتها وبعثت بها إلى أبي محمّد عليهالسلام ـ وعلى رواية ابن بابويه : وجمعت بينه وبينها في منزلي أيّاما فأقام عندي ثمّ مضى إلى والده ووجّهت بها معه ـ.
قالت حكيمة : فمضى أبو الحسن عليهالسلام فجلس أبو محمّد عليهالسلام مكان والده وكنت أزوره كما أزور والده ، فجائتني نرجس يوما تخلع خفّي ، فقالت : يا مولاتي ناوليني خفّك ، فقلت : بل أنا أخدمك على بصري. فسمع أبو محمّد عليهالسلام ذلك فقال : جزاك الله خيرا يا عمّة ، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس ، فصحت بالجارية :