مادت الأرض بي وأدّت فؤادي |
|
واعترتني موارد العرواء |
حين قيل الإمام نضو عليل |
|
قلت نفسي فدته كلّ الفداء |
مرض الدين لاعتلالك واعتلّ |
|
وغارت له نجوم السماء |
عجبا إن منيت بالداء والسقم |
|
وأنت الإمام حسم الداء |
أنت آسي الأدواء في الدين والد |
|
نيا محي الأموات والأحياء |
قال : وكان مقدّما عند السلطان ، وكان ورعا زاهدا ناسكا عالما ، ولم يكن أحد من آل أبي طالب مثله في زمانه في علوّ النسب ، وذكر السيّد ابن طاوس قدسسره أنّه من وكلاء الناحية الذين لا تخلف الشيعة فيهم ، توفّي في جمادى الأولى سنة ٢٦١ ، وكان أبوه القاسم أمير اليمن رجلا جليلا ، وكانت أمّ القاسم أمّ حكيم بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، فهو ابن خالة مولانا الصادق عليهالسلام.
وسيأتي أنّ أبا الحسن الهادي عليهالسلام مصّ حصاة ثمّ رمى بها إلى أبي هاشم فوضعها في فمه فما برح من عنده حتّى تكلّم بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها الهنديّة.
وفي الخرايج : كان أبو هاشم منقطعا إلى الهادي عليهالسلام فشكا إليه ما يلقى من الشوق إليه وكان ببغداد وله برذون ضعيف ، فقال : قوّاك الله يا أبا هاشم وقوّى برذونك. قال الراوندي : وكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرّ من رأى ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون ، وكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت.
وروى الشيخ الصدوق رحمهالله عن أبي هاشم الجعفري قال : أصابتني ضيّقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهماالسلام فأذن لي فلمّا جلست قال : يا أبا هاشم ، أيّ نعم الله عزوجل عليك تريد أن تؤدّي شكرها؟ قال أبو هاشم : فوجمت فلم أدر ما أقول له ، فابتدر عليهالسلام فقال : رزقك الإيمان فحرم به بدنك على النار ، ورزقك العافية فقوّاك على الطاعة ، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل ، يا أبا هاشم إنّما