غير أنّ المسعودي قال في مروج الذهب : وقبره ببغداد مشهور. وعلّل المحدّث القمّي في الكنى والألقاب بكونه متوطّنا فيها ، لكن ظاهر قول الخطيب البغدادي أنّه مات في حبس سامرّاء ، قال في حرف الدال من تاريخ بغداد : أبو هاشم داود بن القاسم كان مقيما بمدينة السلام وكان ذا لسان وعارضة وسلاطة ، فحمل إلى سرّ من رأى فحبس ، وبلغني أنّه مات في جمادى الأولى سنة ٢٦١.
قال العلّامة المامقاني في تنقيح المقال : أبو هاشم الجعفري ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهمالسلام وكان من أهل بغداد ، وكان مقدّما عند السلطان ، وشاهد صاحب الأمر عجّل الله فرجه وذلك من كرامة الله عليه ، وكان من خواصّ الهادي والعسكري عليهماالسلام ، وجلّ رواياته عنهم تتضمّن ما يشاهده عنهم من مناقبهم ومعاجزهم حتّى أنّه روي عنه في الخرايج والمناقب وإعلام الورى أنّه قال : ما دخلت قطّ على أبي الحسن الهادي وأبي محمّد عليهماالسلام إلّا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
وقد أورد الراوندي والطبرسي وابن شهر آشوب في كتبهم الثلاثة المذكورة كثيرا من فضائلهم ومناقبهم بإسناد متصل عن ابن عيّاش عن كتاب أخبار أبي هاشم وكتاب شعر أبي هاشم ، ويروي عنه أيضا يحيى بن هاشم وإسحاق بن محمّد القمّي ، وسهل بن زياد ومحمّد بن حسان وأبو أحمد بن راشد وأحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عيسى ومحمّد بن أحمد العلوي ومحمّد بن زياد وغيرهم.
وبالجملة عظم شأن الرجل وعلوّ منزلته وكرامته عند الأئمّة غنيّ عن البيان ، وسيأتي في معجزات الهادي والعسكري عليهماالسلام ما يدلّ على ذلك.
وذكر المحدّث القمّي رحمهالله في الألقاب (١) قال : له شعر جيّد فيهم ـ يعني في أهل البيت عليهمالسلام ـ منها قوله في أبي الحسن الهادي عليهالسلام وقد اعتلّ :
__________________
(١) الكنى والألقاب ١ : ٦٧.