فيها النخل حتّى تحفر ، والغضور كجهور طين لزج وشجر وماء لطيّ. والغضرة نبت. الغواضر جمع الغاضرة ، ولعلّ اتصاف تلك الأراضي بهذه الأوصاف كان سببا لتسميتها بها لطيب ترابها وكثرة نباتها.
القادسيّة
قال في المعجم : قرية كبيرة من نواحي دجيل ، بين حربى وسامرّاء ، يعمل بها الزجاج ، على بعد ثمانية كيلومترات من جهة الجنوب ، وفي هذه القادسيّة يقول جحظة البرمكي :
إلى شاطئ القاطول بالجانب الذي |
|
به القصر بين القادسيّة والنخل |
وجاء في كتاب الآثار العراقيّة القديمة (١) : إنّه سور عظيم يحيط بساحة مثمّنة الشكل ، يبلغ معدّل طول كلّ ضلع من أضلاعها ستّمائة وثلاثين مترا ، وتقع القادسيّة بين نهر القائم ونهر دجلة ، وفي طرفيها نهران مشتقّان من القائم يصلان بينه وبين دجلة ، والسور مبنى باللبن ومدعوم بسلسلة أبراج يبلغ عددها المائة والأربعين ، ويشاهد داخل ضلعها الجنوبي سلسلة غرف ذات عقادات مدبّبة كما يشاهد في وسطها معالم بعض البنايات.
ويظنّ أنّ القادسيّة هي المدينة التي شرع في إنشائها المعتصم عندما أراد إنشاء عاصمته الجديدة التي عدل عن إتمامها وانصرف عنها عند ما شاهد موقع سامرّاء ، كما جاء ذكره في كتاب اليعقوبي.
والقادسيّة السفينة العظيمة أيضا. والقادسيّة بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا ، وبينها وبين العذيب أربعة أميال. قيل : سمّيت القادسيّة بقادس هرات.
وقال المدائني : كانت القادسيّة تسمّى قدسيّا.
__________________
(١) الآثار العراقيّة : ٧٢.