وفي كتاب ريّ سامرّاء (١) : وبنى المعتصم في مقرّ عاصمته الجديدة قصورا وبيوتا ومساجد وأسواقا وكان يجلب معظم أحجارها وزخارفها من خارج العراق ، وقد شيّد فيها مساكن تسكن فيها ٢٥٠ ألف جندي واصطبلات واسعة لاستيعاب ١٦٠ ألف حصان كما قطع القطايع إلى القوّاد الذين بنوا لهم قصورا فخمة ، وأنشأ بساتين غنّاء غرست فيها أشجار مختلفة مثمرة من عدّة فواكه ، وقد توسّعت المدينة على يد أخلاف المعتصم وعلى الأخصّ منهم المتوكّل الذي دام حكمه مدّة خمسة عشر عاما وبذلك امتدّت المدينة حتّى بلغ طولها حوالي ٣٤ كيلومترا.
أشناس
يعرف باسم شناس عند أهالي سامرّاء ، وهي واقعة في الجهة الشماليّة من المدينة الحاليّة في القسم المعروف بين الناس إلى اليوم باسم الشارع الأعظم. والمشار إليه خلف شناس. وكان هذا قطيعة أشناس التركي كما تقدّم في قصر أشناس.
أوانا
أوانا كسكارى كما في القاموس. قال الحموي في المعجم : بالفتح والنون بليدة كثيرة البساتين والشجر ، نزهة من نواحي دجيل ، وكثيرا يذكره الشعراء الخلعاء في أشعارهم ، فحدّث بعض الظرفاء قال : حصلت يوما بعكبرى في بعض الحانات فشربت أيّاما بها وكان فيها ابن خمّار يحكي الشمس حسنا ، فلم أزل عنده حتّى نفدت نفقتي وبلغت الغرض الأقصى من عشرته ، فقرأت يوما على جدار البيت الذي كنّا فيه : حضر الفارغ المشغول ، المغرم بحانات الشمول ، وهو لمن دخل إلى هذا الموضع يقول :
__________________
(١) ريّ سامرّاء ١ : ٥٠.