قتل قرقور لأنّه نهب أموالا كثيرة ، وكان لا يسكن في مكان ، يصبح على جبل ويمسي على جبل آخر ، ولا يعتمد على أحد ، وعلى هذا عجز القوّاد والأمراء عن أخذه حتّى ظفر به أبو دلف.
وقال ابن المعتزّ أيضا : ومن مآثر جود أبي دلف أنّه لمّا مدحه أبو وائل بقصيدة فاخرة فقرأها عليه إلى أن وصل إلى أبيات تدلّ على حسن الطلب ، قال أبو دلف : يا أبا وائل ، هذا يناقض ما قلته من قبل :
ومن يفتقر منّا يصل بحسامه |
|
ومن يفتقر من سائر الناس يسأل |
فخجل أبو وائل ونكّس رأسه ساعة ثمّ رفع رأسه وقال : أيّها الأمير ، لو كان جوادك هذا تحتي وسنانك بيدي وسيفك في وسطي لعلمت أنّي صادق فيما قلت ، فأمر أبو دلف بإعطائه فرسا من جياد مراكبه وسيفا بتّارا وسنانا وسائر لوازم الأسلحة وكيسا فيه خمسمائة دينار ، وقال له : خذ يا أبا وائل وافتخر بمن شئت ، فأخذها وذهب إلى الجزيرة فلقي في الطريق مالا عظيما يحملونه إلى أبي دلف ومعه عدّة من الفرسان ، فحمل عليهم أبو وائل وقتل بعضهم وانهزم الآخرون وأخذ المال ، فلمّا أخبر بذلك أبو دلف ضحك وقال : هذا ما فعلنا بأنفسنا لا نلوم أحدا.
وممّا قال فيه أبو بكر بن نطاح هذان البيتان :
فكفّك قوس والندى وتر لها |
|
وسهمك فيها اليسر فارم به عسري |
وقال فيه أيضا :
ولقد ضربنا في البلاد ولم نجد |
|
أحدا سواك إلى المكارم ينسب |
فاصبر لعادتنا التي عوّدتنا |
|
وإلّا فأرشدنا إلى من نذهب |
وقال المسعودي في مروج الذهب في سير المأمون : دخل أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي على المأمون فقال له : يا قاسم ، ما أحسن أبياتك في صفة الحرب ولذاذتك بها وزهدك في المغنّيات! قال : يا أمير المؤمنين ، أيّ أبيات هي؟ قال : قولك :