إذا مات أن يضع تلك الأوراق في كفنه حتّى يلقى بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ويعرضها عليه.
ومع هذا فقد حكي أنّه قال يوما : من لم يكن مغاليا في التشيّع فهو ولد زنا. فقال له ولده : إنّي لست على مذهبك. فقال له أبوه : لمّا وطأت أمّك وعلقت بك ما كانت بعد استبرائها فهذا من ذاك ، والله أعلم. انتهى.
أقول : جاء في مروج الذهب (١) وفي مرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة ٢٢٥ بتغيير وزيادة ونحن نذكر ما وجدناه في كتاب «نامه دانشوران» وهو كتاب فارسيّ جيّد حسن الترتيب كبير في عدّة مجلّدات ذكر فيه أرباب الفضل من كلّ صنف من العلماء والأدباء والأسخياء والأمراء والحكّام والقضاة والشعراء وغيرهم ، قال :
جاء في كتاب محبوب القلوب تأليف قطب الدين الأشكوري أنّه روى بإسناده عن عيسى بن أبي دلف قال : كان أخي دلف منحرفا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ويبغضه وينكر عصمته ، فاتفق أنّا حضرنا في مجلس وتذاكرنا فيما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق شقيّ ولد زنية أو حيضة» فقال دلف : هذا منحول لا أصل له ولم يقله رسول الله صلىاللهعليهوآله لأنّكم علمتم جميعا أنّ أبي أبا دلف صاحب الغيرة والحميّة ونال المرتبة العليا في حفظ الناموس بحيث لا يطمع في حرمه أحد وإنّ حرمه بلغت من العفاف والنجابة بمكان لا يوصف ومع ذلك ها أنا أبغض عليّا فلو كان هذا الحديث صحيحا ما كنت أبغضه.
قال عيسى بن أبي دلف : فبينما نذاكر هذه المسألة إذ دخل أبو دلف وسأل عمّا كنّا فيه فأخبرناه بذلك ، فقال : هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، ثمّ قال : والله إنّ ولدي هذا ـ وأشار إلى دلف ـ ولد زنية وحيضة ، وكان السبب في ذلك أنّ مرضا حدث بي
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٢٥١.