عليه وقد اشترى بتلك الدراهم قرية في نهر الأبلة فأنشده ما تقدّم ذكره ، فقال فيه بكر بن نطاح :
وتيقّن الشعراء أنّ رجاءهم |
|
في مأمن بك من وقوع الياس |
ما صحّ علم الكيمياء لغيرهم |
|
فيمن عرفنا من جميع الناس |
تعطيهم الأموال في بدر إذا |
|
حملوا الكلام إليك في قرطاس |
وكان أبو دلف قد لحق أكرادا قطعوا الطريق في عمله ، فطعن فارسا فنفذت الطعنة إلى أن وصلت إلى فارس آخر وراءه رديفه فنفذ إليه السنان فقتلهما ، وفي ذلك يقول بكر بن نطاح :
* وإذا بدالك قاسم يوم الوغى*
إلى آخر الأبيات المتقدمة. وكان أبو دلف لكثرة عطائه قد ركبته الديون واشتهر ذلك عنه ، فدخل عليه بعضهم وأنشده :
أيا ربّ المنائح والعطايا |
|
ويا طلق المحيّا والدين |
لقد خبّرت أنّ عليك دينا |
|
فزد في رقم دينك واقض ديني |
فوصله وقضى دينه. ودخل عليه بعض الشعراء فأنشده :
الله أجرى من الأرزاق أكثرها |
|
على يديك تعلم يا أبا دلف |
ما خطّ لا كاتباه في صحيفته |
|
كما تخطّط لا في سائر الصحف |
قال ابن خلّكان : ومدائحه كثيرة. وله أيضا أشعار حسنة ولو لا خوف التطويل لذكرت بعضها. وكان أبوه قد شرع في عمارة مدينة كرج وأتمّها وكان بها أهله وعشيرته وأولاده.
والكرج ـ بفتح الكاف والراء وبعدها جيم ـ وهي مدينة بالجبل بين أصبهان وهمذان.
قال : وروي أنّ الأمير علي بن ماهان صنع مأدبة لمّا قدم أبو دلف من الكرج