ينزله ، ولكلّ من طرقه من الناس ضيافة قائمة على قدر المضاف ، لا يخلونّ بها ، وله مزارع وغلّات كثيرة وبساتين وكروم ، وهو للنساطرة ، والنساطرة فرقة من النصارى عرفت باسم مؤسّسها نسطور ، وعلى بابه صومعة عبدون الراهب ؛ رجل من الملكيّة بنى الصومعة ونزلها فصارت تعرف به ، وقد قيل في هذا الدير أشعار ، ووصف طيبه ونزهته ، فمن ذلك قول عمرو بن عبد الملك الورّاق :
أرى قلبي قد حنا |
|
إلى دير مريحنا |
إلى غيظانه الفيح |
|
إلى بركته الغسنا |
إلى ظبي من الإنس |
|
يصيد الإنس والجنّا |
إلى غصن من البان |
|
به قلبي قد حنّا |
إلى أحسن خلق الله |
|
إن قدّس أو غنّا |
فلمّا ابتلج الصبح |
|
بزلنا بيننا دنّا |
فلمّا دارت الكأس |
|
أدرنا بيننا لحنا |
ولمّا هجع السما |
|
رنمنا وتعانقنا |
وكان عمرو هذا من الخلعاء المجان المنهمكين في البطالة والخسارة ، الخ.
٤٢ ـ دير صباعى
وهذا الدير في شرقي تكريت مقابل لها مشرف على دجلة ، وهو نزه عامر ، له ظاهر عجيب فسيح ، ومزارع حوله على نهر يصبّ من دجلة إلى الإسحاقي وهو خليج كبير فيقصد هذا الدير من قرب منه في أعياده وأيّام الربيع وهو إذ ذاك منظر حسن فيه خلق كثير من رهبانه وقسّانه ، ولبعض الشعراء فيه :
حنّ الفؤاد إلى دير بتكريت |
|
بين صباعى وقسّ الدير عفريت |