العذراء البتول ، إنّه غيبي مكتوب تحت عرشي المكنون.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله (١) ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد خيرون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، أنا أبو بكر النيسابوري ، نا يونس ، نا ابن وهب ، أخبرني جعفر بن ميسرة عن رجاء بن سويد.
أن عيسى بن مريم سأل ربه فقال : يا ربّ إنّك عدل وقضاؤك عدل ، فكيف تقضي على العبد بالذنب ثمّ تعذبه عليه؟ فقال : يا ابن البتول اله عن هذا فإنه من مكنون علمي.
قال : وحدّثني حفص بن ميسرة ، عن الثوري.
أن عزيرا سأل ربه مثل ما سأله عيسى فقال : اله عن هذا فأعاد ذلك مرارا فقال له : سألتني عن علمي ، وإن عقوبتك عندي أن أمحي اسمك من النبوة.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو الحسن عبيد الله (٢) بن محمّد بن أحمد البيهقي ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (٣) ، أنا أبو القاسم الحرفي ـ ببغداد ـ نا أحمد بن سلمان ، نا محمّد بن عثمان العبسي ، نا عمي ، نا وكيع ، عن سفيان ، عن داود بن [أبي](٤) هند : أن عزيرا سأل ربه عن القدر قال : سألتني عن علمي ، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء.
قال : وثنا أحمد بن سلمان ، نا جعفر بن محمّد الخراساني ، نا قتيبة بن سعيد ، نا جعفر بن سليمان ، نا أبو عمران الجوني عن نوف قال (٥) :
قال عزير فيما يناجي ربه عزوجل : يا ربّ تخلق خلقا فتضل من تشاء وتهدي من تشاء ، قيل له : يا عزير اعرض عن هذا ، قال : فعاد ، فقال : يا رب تخلق خلقا فتضلّ من تشاء وتهدي من تشاء ، قيل له : يا عزير أعرض عن هذا ، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ، قال : فقال : يا عزير لتعرض عن هذا أو لأمحونّك من النبوة ، إنّي لا أسأل عما أفعل وهم يسألون.
أخبرنا أبو محمّد الحسن (٦) بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا أبو عاصم الفضيل (٧) بن
__________________
(١) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن م ، والسند معروف.
(٢) الأصل : عبد الله ، والتصويب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٩٦ / ب.
(٣) بعدها في م : إملاء.
(٤) زيادة عن م.
(٥) من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية والنهاية ـ بتحقيقنا ٢ / ٥٥.
(٦) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٣ / أ.
(٧) الأصل : الفضل ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٧.