أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع (١) ، أنا أبو الحسين (٢) محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم ، قالا : أنا عثمان بن أحمد بن إسحاق ، أنبأ أبو جعفر محمّد بن عمر (٣) بن حفص ، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا كنانة بن جبلة ، عن بكر بن خنيس ، عن سوار ، عن أبي يحيى الهروي ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، قال :
لما قرّب الله موسى ناجاه وكلّمه ورأى منزلته من الله قال : يا ربّ أنت ربّ عظيم ، لو تشاء أن تطاع لأطعت ، ولو تشاء أن لا تعصى لما عصيت ، أنت تحبّ أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا رب؟ فقال الله عزوجل : يا موسى إنّي لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فمكث موسى عند ذلك ، فلما كان عزير بعد موسى ورد الله على بني إسرائيل التوراة على لسان عزير ، ورأى منزلته من الله عزوجل قال مثل ما قال موسى ، فأوحى الله إليه : لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فكتب عزير ما شاء الله أن يكتب ، ثم لم يصبر حتى قال مثل ذلك ، فأوحى الله مثل ذلك ، فعاد الثالثة ، فقال الله له : سأجعل عقوبتك أن أمحي اسمك من الأنبياء ، فلما كان عيسى صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك قال مثل ذلك ، فردّ عليه مثل ذلك ، فجمع عيسى الحواريين ومن اتّبعه ، فقال : إنّ القدر سر الله فلا تنظروا فيه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو محمّد الكتاني (٤) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عباس بن الوليد بن مزيد ، نا ابن شعيب ، أخبرني محمّد بن يزيد البصري وغيره [عن](٥) أبي معشر ـ كان في الأصل : عن ابن جعفر (٦) ـ أنه أخبره عن أبي رجاء العطاردي عن عبد الله بن عباس.
أن عزيرا سأل الله جل وعز فقال : يا ربّ أنت جعلت الشرّ وقدرته ، فلم تعذب عليه ، فأوحى الله إليه : يا عزير أعرض عن هذا وإلّا محوت اسمك من اسم النبوة ، فأعاد عزير القول ثلاث مرات ، فمحا الله اسمه من النبوة.
فلما بعث عيسى عليهالسلام سأل عن مثل ما سأل عنه عزير ، فأوحى الله إليه : يا ابن
__________________
(١) بعدها في م : إملاء.
(٢) في م : أبو الخير محمّد بن أحمد بن عبد الله.
(٣) الأصل : عمرو ، تصحيف ، والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٧١ و ٣٧٥.
(٤) الأصل وم : الكناني ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، تقدم التعريف به.
(٥) زيادة عن م.
(٦) في م : «أبي معسر» وفوقها ضبة.