ألّفته لأجله سميته : «كتاب بعض ما انتهى إلينا من الأخبار في ذكر من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة الأخيار» ، وغيره ، وعلقت عنه شيئا من أخبار أبي الوليد الباجي (١) ، ولم أسمع منه حديثا مسندا لنزول سنده.
وكان أديبا وله شعر جيّد ثم توجه إلى حلب فذكره أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله (٢) بن سليمان التّنوخي (٣) المنشئ للملك العادل أعزّ الله أنصاره ورحمه والأمير أبو (٤) يعقوب يوسف بن علي الملثم (٥) وهما في صحبته في الزيادة (٦) بالبقاع وأثنيا عنه خيرا كثيرا ودعناه في ترسه (٧) بحلب المحروسة لتقوية السنة بها لحاجة أهلها إلى مثله. فنقله الملك العادل إلى ثغر حلب ، وقرر له كفايته ، وأقام يروي حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنتي ثمان وتسع وخمسين وخمس مائة ، وسفّره إلى حج بيت الله الحرام ، فجاور ، والتمس في سنة ستين المعونة على المجاورة ، ثم قدم في سنة إحدى وستين وخلف ولده وزوجته بمكة المحروسة.
واجتمعت به بدمشق يوم عيد الفطر وتوجّه إلى حلب مستميحا واجتمع بالملك العادل بحلب ، وسار بسيره إلى حمص ، وتخلّف بها لمرض ناله ، ثم تبعه ، فثقل في مرضه وتوفي باللّبوة (٨). يوم الأربعاء خامس وعشرين شوال سنة إحدى وستين [وخمسمائة](٩) ، واستأذن رفقته الملك العادل في دفنه ، فرسم لهم حمله إلى بعلبك ، ودفنه بظاهر باب حمص شمالي بعلبك ، وزار قبره الملك العادل ـ أدام الله نصره ـ وخاطبه القاضي أبو اليسر التنوخي في أمر عيال ابن الأشيري واجتذابهم إلى ظله بالشام ، شفقة عليهم من ضيق المعيشة عليهم بالحجاز ، وضعفهم ، فرسم لمتولي السبيل أن يجتمع بهم ، ويقول لهم : إن شئتم حملتكم في جمال السبيل إلى الشام ، وقرّر الملك العادل لكم كفايتكم ، فإن أجابوا نقلهم إليه.
فقدموا في قافلة الحاج وبعثهم إلى حلب وقرر لهم كفايتهم.
__________________
(١) الأصل : التاجي ، تحريف ، والصواب ما أثبت (سير الأعلام ١٨ / ٥٣٥).
(٢) «بن عبد الله» ليست في المطبوعة.
(٣) زيد في المطبوعة : القاضي.
(٤) الأصل : وأبي.
(٥) غير واضحة بالأصل وتقرأ : المتليم.
(٦) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : الزيارة.
(٧) كذا ، وفي المطبوعة : ورغباه في تربته.
(٨) الأصل ، «الليوة» والصواب ما أثبت ، انظر سير الأعلام (٢٠ / ٤٦٧).
(٩) الزيادة عن سير الأعلام.