عمله
هذا ، وان لم يسمع باسم الحسين ، لان الانسانية ليست وقفاً على دين من الاديان ، او قومية من القوميات . وعلى هذا
فالفيتناميون الذين يموتون من اجل التحرر والتقدم ، وصد الغزاة الغاصبين يلتقون مع الحسين في مبدأه ، وان لم يسمعوا باسمه ، ومن لا يهتم الا بنفسه وذويه ، ويساند اهل البغي والفساد حرصاً على منفعته فهو على دين يزيد وابن زياد ، وان لطم وبكى على الحسين ان الحسيني حقاً من يؤثر الدين على نفسه واهله ، ويضحي بالجميع من اجله ، تماماً كما فعل الحسين ، اما من يكيف الدين والمذهب على اهوائه تماماً كما يقطع الثوب على مقدار طوله وعرضه ، اما هذا فما هو من الحسين ودين الحسين في شيء . وتقول : كيف ؟ وهذه
الحرقة واللوعة ، وهذا الدمع والعويل على الحسين ، هل هو رياء ونفاق ؟ . واقول : كلا ، هو صدق
واعتقاد ، ولكن الشيطان يوهمه ان الدين هو مجرد البكاء على الحسين وزيارة قبر الحسين ( ع ) . . وفيما عداه فالدين هو منفعته ومنفعة اولاده وذويه . . ودليل الادلة على ذلك انه حينما تصدم هذه المنفعة مع مبدأ الحسين يؤثرها على الحسين وجد الحسين . . ان حب الذات يفصل الانسان عن نفسه ، ويبعده عن واقعه ، وينتقل به الى عالم لا وجود له الا في مخيلته وعقيدته ، ويوهمه انه