حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا عبد الله بن عمرو ، أبو (١) معمر المنقري ، نا عبد الوارث بن سعيد ، نا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك قال :
أقبل نبي الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، فقالوا : جاء نبي الله فاستشرفوا ينظرون ، إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله ، يخترف (٢) لهم منه ، فعجل أن يضع التي يخترف لهم فيها ، فجاء وهي معه ، فسمع من نبي الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم رجع إلى أهله ، قال : فلما خلا نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم جاء عبد الله بن سلام ، فقال : أشهد أنك رسول الله حقا ، وأنك جئت بحقّ ، ولقد علمت اليهود أني سيّدهم وابن سيدهم ، وأعلمهم وابن أعلمهم ، فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أنّي قد أسلمت ، فإنهم إن يعلموا أنّي قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ، فأرسل نبي الله صلىاللهعليهوسلم إليهم ، فدخلوا عليه ، فقال لهم نبيّ الله : «يا معشر اليهود ، ويلكم اتقوا الله ، فو الذي لا إله إلّا هو إنكم لتعلمون أنّي رسول الله حقا ، وأنّي جئتكم بحقّ ، أسلموا» قالوا : ما نعلمه ، قال : «يا معشر اليهود ويلكم ، اتّقوا الله ، فو الله (٣) الذي لا إله إلّا الله إنكم لتعلمون أنّي رسول الله حقا ، وأني جئتكم بحق ، أسلموا» قالوا : ما نعلمه ، قال : «يا معشر اليهود ويلكم ، اتقوا الله ، فو الذي لا إله إلّا الله انكم لتعلمون أني رسول الله حقا واني جئتكم بحق ، أسلموا» ، قالوا : ما نعلمه ، قال : «فأيّ رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» قالوا : ذاك سيّدنا وابن سيّدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، قال : «أفرأيتم إن أسلم» ، قالوا : حاشا لله ، ما كان ليسلم ، قال» أرأيتم إن أسلم» ، قالوا : حاشا لله ما كان ليسلم ، فقال : «يا ابن سلام اخرج عليهم» ، فخرج إليهم ، فقال : يا معشر اليهود ويلكم ، اتقوا الله ، والله الذي لا إله إلّا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا ، وأنه جاء بحق ، فقالوا : كذبت ، فأخرجهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤) [٥٩٧٨].
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن
__________________
(١) بالأصل وم : «وأبو» خطأ والصواب ما أثبت ، وهو عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي المنقري ، أبو معمر المقعد البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٧٠.
(٢) أي يجتني لهم من الثمار.
(٣) في م : فو الذي.
(٤) نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤١٥ ـ ٤١٦ من طريق عبد الوارث.