ابن سلام : هذا الذي كنت أتخوّف منه (١) [٥٩٧٦].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر ، وأم البهاء بنت محمّد قالتا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا إبراهيم ـ زاد ابن حمدان : بن الحجّاج ، نا حمّاد ، عن ثابت ، وحميد ، عن أنس :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قدم المدينة وعبد الله بن سلام في نخله ، فلما سمع به جاء فقال : إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلّا نبي ، فإن أخبرتني بها فأنت رسول الله ، فسأله عن الشبه ، وعن أول شيء يحشر الناس ، وعن أول شيء يأكله أهل الجنّة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أخبرني بهنّ جبريل آنفا» ، قال : ذلك ـ وفي حديث ابن المقرئ : قال عبد الله : فإن ذاك ـ عدو اليهود ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمّا الشبه : فإذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة ذهب بالشبه ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل ذهبت بالشبه ، وأوّل شيء يحشر الناس نار تجيء من قبل المشرق ، فتحشر الناس إلى المغرب ، وأوّل شيء يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت».
فآمن عبد الله بن سلام ، قال : يا رسول الله إنّ اليهود قوم بهت ، وإنهم إن سمعوا بإسلامي يبهتونني ويقعون فيّ ، فأخبأني وابعث إليهم وسلهم عني ، فبعث إليهم ، فجاءوا وخبّأه ، فقال : «أيّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، وعالمنا وابن عالمنا ، قال : ـ وقال ابن (٢) المقرئ : فقال ـ : «أرأيتم إن آمن تؤمنون؟» ـ وقال ابن المقرئ : أتؤمنون ـ قالوا : أعاذه الله من ذلك ، ما كان ليفعل ، فقال : «اخرج يا ابن سلام إليهم» ، فخرج فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله ، فقالوا : بل هو شرّنا ، وابن شرّنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا ، فقال : ألم أخبرك يا رسول الله إنّهم قوم بهت [٥٩٧٧]؟
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن (٣) بن علي ، أنا أبو عمر بن
__________________
(١) كذا بالأصل والمسند ، وفي م : منهم.
(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
(٣) بالأصل وم : الحسين ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.