رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فجئت في الناس انظر ، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب ، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال : «يا أيّها الناس أفشوا السّلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلّوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام» [٥٩٧٥].
أخرجه الترمذي (١) من حديث عوف.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس :
أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مقدمه المدينة ، فقال : يا رسول الله ، إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمهن (٣) إلّا نبي ، قال : «سل» ، قال : ما أوّل أشراط السّاعة ، وما أوّل ما يأكل منه أهل الجنة ، ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أخبرني بهن جبريل آنفا» ، قال : قال (٤) : جبريل ، ذاك عدوّ اليهود من الملائكة ، قال : «أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق ، فتحشر الناس إلى المغرب ، وأما أول ما يأكل منه أهل الجنة زيادة كبد حوت ، وأمّا شبه الولد أباه وأمّه فإذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة نزع إليه الولد ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل نزع إليها».
قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ، وقال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت (٥) ، وإنهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك ، فأرسل إليهم فسلهم (٦) عني أيّ رجل ابن سلام فيكم ، قال : فأرسل إليهم فقال : «أيّ رجل (٧) عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا : خيرنا ، وابن خيرنا ، وعالمنا ، وابن عالمنا ، وأفقهنا ، وابن أفقهنا ، قال : «أرأيتم إن أسلم تسلمون» ، قلوا : أعاذه الله من ذلك ، قال : فخرج ابن سلام فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله ، قالوا : شرّنا وابن شرّنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا ، فقال
__________________
(١) أخرجه الترمذي في سننه (٣٨) كتاب صفة القيامة ، (٤٢) باب الحديث : ٢٤٨٥.
(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٢١٧ رقم ١٢٠٥٧.
(٣) عن المسند ، وبالأصل وم : يعلمه.
(٤) قوله : «قال جبريل» ليس في المسند.
(٥) بهت بضم الباء والهاء ويجوز إسكانها ، جمع بهوت كصبور وصبر ، وقيل : بهيت ، كقضيب وقضب ، وقليب وقلب ، وهو الذي يبهت السامع بما يفتر به عليه من الكذب.
(٦) في المسند : فاسألهم.
(٧) سقطت من المسند.