محمّد بن إبراهيم بن علي ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي ، نا ابن أبي عمر وسعيد قالا : نا سفيان ، عن بشر بن عاصم قال :
أراد عمر بن الخطاب أن يزيد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنبه ، فقال عمر بن الخطاب : بعنيها ، فقال العبّاس : لا أبيعها ، فقال عمر : إذا آخذها ، فقال العبّاس : لا تأخذها ، قال : فاجعل بيني بينك من شئت ، قال : فجعلا بينهما أبيّ بن كعب ، فأتوه (١) فأخبراه الخبر ، فقال : أبيّ أنّ الله عزوجل أوحى إلى سليمان بن داود أن ابن بيت المقدس ، وكانت أرضا لرجل ، فاشتراها منه سليمان ، فلما باعه إياها قال له الرجل : هذا خير أو ما أعطيتني؟ قال : بل ما أخذت منك خير ، قال : فإني لا أجيزه فناقضه البيع ، ثم اشتراها الثانية فقال له مثل ذلك ، قال : بل هذه خير ، فناقضه البيع ثم اشتراها الثالثة ، فصنع مثل ذلك حتى قال له سليمان بن داود احتكم بما شئت على أن لا تسألني غيره ، قال : فاحتكم اثنا عشر ألف قنطار من ذهب ، فاستكثر ذلك سليمان واستعظمه ، قال : فأوحى الله إليه : إن كنت تعطيه من عندك فذاك ، وإن كنت تعطيه من رزقنا فاعطه حتى يرضى ، قال أبيّ بن كعب : فإني أراها للعباس ، فقال العبّاس : أما إذا قضيت بها لي ، فقد جعلتها صدقة للمسلمين.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسن (٢) بن محمّد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد (٣) ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا عبيد الله بن محمّد بن سليمان أبو القاسم الإسكندراني ، نا زيد بن الحسن ، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب أنه قال للعباس بن عبد المطلب : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول :
«نزيد في مسجدنا ودارك قريبة من المسجد ، فأعطنا نزيدها في المسجد وأقطع لك أوسع منها» ، قال : لا أفعل ، قال : «إذا أغلبك عليها» ، قال : ليس ذاك لك ، قال : «فاجعل بيني وبينك من يقضي بيني بينك بالحق» ، قال : ومن هو؟ قال : «حذيفة بن اليمان» ، قال : فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه ، فقال له حذيفة : عندي الخبر ، قال : وما
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فأتياه.
(٢) عن م والمطبوعة ، وفي الأصل : الحسين.
(٣) «نا عبيد الله بن محمد» مكرر بالأصل.