سبط ، وسبط هذه الأمة حبيباي الحسن والحسين ، ولكلّ شيء جناح ، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر ، ولكلّ شيء مجنّ ، ومجنّ هذه الأمة علي بن أبي طالب» [٥٦٧٨].
قال الخطيب : الحكم بن ظهير ذاهب الحديث.
أنبأنا أبو الحسين يحيى بن تمّام بن علي المقدسي ، أنا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المقدسي ـ إجازة ـ أنا أبو مسلم محمّد بن عمر بن عبد الله الأصبهاني ، نا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، نا أبو جعفر محمّد بن العباس بن أيوب ، نا علي بن أحمد الرّقّي ، نا عمر بن راشد ، نا عبد الله بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي هريرة قال :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عمّه العباس بن عبد المطلب وإلى علي بن أبي طالب ، فأتياه في منزل أم سلمة ، فنهاهما عن بعض الأمر ، وأمرهما ببعض الأمر ، فاختلفا وامتريا حتى ارتفعت أصواتهما واشتدّ اختلافهما بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا عليّ مه» ، وأقبل عليه وقال : «هل تدري لمن أغلظت ، أبي وعمي وبقيتي وأصلي وعنصري وبقية نسل آبائي ، خير أهل الجاهلية محتدا ، وأفضل أهل الإسلام نفسا ودينا بعدي ، من جهل حقه فقد ضيّع حقي ، أما علمت أن الله ، جلّ ذكره ، مخرج من صلب عمّي العباس أولادا يجعل الله ولاة أمر أمتي يجعلهم خلفاء ملوكا ناعمين ، ومنهم مهديّ أمّتي ، يا عليّ ، لست أنا ذكرتهم ولكن الله هو الذي ذكرهم ورفع أصواتهم ، فيخذل من ناوأهم ، يجعل الله عزوجل فيهم نورا ساطعا ، عبدا صالحا ، مهديا سيّدا ، يبعثه الله حين فرقة من الأمر واختلاف (١) شديد ، فيحيي الله به كتابه وسنتي ويعزّ به الدين ، وأولياءه في الأرض ، يحبه الله في سمائه وملائكته وعباده الصالحون في شرق الأرض وغربها ، وذلك يا علي ، بعد اختلاف الأخوين من ولد العباس فيقتل أحدهما صاحبه ، ثم تقع الفتنة ويخرج قوم من ولدك يا علي فيفسدون عليهم البلدان ويعادونهم ، ويفترون عليهم في قطر الأرض ، ويفسد عليهم فيكون ذلك أشهرا ، أو تمام السّنة ثم يرد الله عزوجل النعمة على ولد العباس فلا يزال فيهم حتى يخرج مهدي أمّتي (٢) منهم ، شابّ حدث السن ، فيجمع الله به الكلمة ، ويحيي به الكتاب والسنة ، ويعيش في زمانه كلّ
__________________
(١) في م : والاختلاف.
(٢) سقطت «أمتي» من م.