وإلى جنب مقام يونس في الكوفة مسجد الحمراء ، ويعرف بمسجد النبي يونس ، وهو أحد المساجد الخمسة المباركة في الكوفة (١).
نقل لي الشيخ أسعد كاشف الغطاء أنّ المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي إنتدب جماعة لترميم المقام والمسجد وإعادة بنائه من جديد. وقد تمّ هدم المقام والمسجد نهاية سنة ١٤٠٩ ه / ١٩٨٩ م بشكل كامل ، ولم يبن حتى يومنا هذا.
ولا تخفى خسارة هذا التراث الفخم ، بمثل هذا العمل.
مشهد النبي يونس بين كفرا والجيّة
للنبيّ يونس مشهد في (كفرا) بلبنان ، وله مقام وقبّة. نقل الشيخ إبراهيم آل سليمان عن بعض العلماء أنّه قال : «نذره لا يخطىء» (٢).
وفي منطقة الجيّة التابعة لقضاء ساحل إقليم الخرّوب من الشوف ، والتي تبعد عن بيروت مسافة ثلاثة وثلاثين كيلومترا كشفت الحفريات عن حيّ روماني تبلغ مساحته أربعة آلاف متر مربع ، يحتوي على ثروة أثرية كبيرة.
وكانت هذه الأرض تعود لبعض المستثمرين عندما استحصل رخصة لتحويلها إلى أرض زراعية. وعندما باشر العمل بدت المكامن الأثرية بالظهور.
وقد تمّ العثور على قطعة فسيفساء طولها ثمانية أمتار ، وعرضها ستة ، (مساحتها الكلية تبلغ ثمانية وأربعين مترا مربعا) تمثل النبي يونس خارجا من بطن الحوت ، كما وردت قصته في التوراة. وقد أكّد خبير الآثار السيد أحمد نصر الله أنّ الموزاييك هذا يمثّل النبي يونس. مستندا على أنّ الصورة تظهر الرجل خارجا من بطن الحوت ، وكذلك المنطقة التي وجدت فيها القطعة
__________________
(١) مراقد المعارف ، ج ٢ ، ص ٣٨٠.
(٢) بلدان جبل عامل ، ص ٥٦٢.