العراقيون يتندّرون بذلك عندما يبدون استياءهم من الدولة ، وجورها ، فيطلقون على الحمزة لقب (الحمزة البعثي)!.
أمّا السياسيون فيذكرون أنّ حزب الدولة الحاكم الذي تسلّم السلطة في ذلك العام كان ينبغي أن يمتدّ في أوساط المناطق الفراتية الوسطى ، وأن زيارة المسؤولين للمنطقة ، وإظهار احترامهم المشاعر الدينية هو في حدّ ذاته يولّد شعورا إيجابيا من الطبقات الشعبيّة نحو السلطة السياسية.
بقي أحمد حسن البكر (ت : ١٤٠٢ ه / ١٩٨٢ م) على مدى سنوات من وجوده بالسلطة (١٩٦٨ ـ ١٩٧٩ م) متردّدا على زيارة المرقد. وقد أمر بفتح طريق حديث يوصل إلى المنطقة.
وأبدى المحقّق السيد محمد رضا الجلالي عدم ارتياحه لإيراد إسم البكر ضمن الحديث عن مرقد الحمزة. وكتب بخطّه معلقا على هذا الموضع : «لماذا يؤرّخ لهؤلاء الأجلاف في كتب الأشراف»؟!
ناحية المدحتية
(المدحتيّة) من النواحي الجميلة ، العريقة في تاريخها ، وأصالتها. ومركزها قرية (الحمزة) التي تبعد عن (الهاشمية) أربعة كيلومترات شرقا. وإنّما سمّيت باسم (الحمزة) لوجود قبر الحمزة حفيد العباس ، كما ذكر ذلك المؤرّخ السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه (العراق قديما وحديثا) ، ويردف قوله أيضا في هذا الصدد : هي قرية كبيرة فيها حوانيت كثيرة ، وبيوت عديدة ، ومرافق مختلفة لا تجد مثلها لا في (الهاشمية) ، ولا في (القاسم) ، وفيها من النفوس أكثر من ألفي نسمة جلّهم من قبيلة ألبو سلطان. وقد أطّلعنا على (فرامين) عثمانية تؤيد وجود هذه القرية في ربيع الأول سنة ١٠٢٩ ه ، وأول صفر سنة ١٠٧٢ ه / ٢٥ أيلول ١٦٦١ م ، وتقول هذه الفرامين أنّ سدانة المزار أي قبر الحمزة ـ لآل نجم الهلال ، وهي العائلة التي تتولّى السدانة المذكورة حتى اليوم.