هذا إنما كان هذا ، بأخرة ، أو كما قال.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الشاهد ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا بكر بن عبد الرّحمن قاضي أهل الكوفة ، نا عيسى بن المختار ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : لما أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يخرج من خيبر قال القوم (٢) : الآن نعلم ، أسرية صفية أم امرأة؟ فإن كانت امرأة فإنه سيحجبها وإلّا فهي سرّيّة فلما خرج أمر بستر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة ، فلما أرادت أن تركب أدنى فخذه منها لتركب عليها ، فأبت ووضعت ركبتها على فخذه ثم حملها ، فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط ودخلت معه ، وجاء أبو أيوب فبات عند الفسطاط معه السيف واضع رأسه على الفسطاط.
فلما أصبح رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمع الحركة فقال : «من هذا؟» فقال : أنا أبو أيوب ، فقال : «ما شأنك» قال : يا رسول الله جارية شابة حديثة عهد بعرس وقد صنعت بزوجها ما صنعت فلم آمنها ، قلت إن تحركت كنت قريبا منك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحمك الله يا أبا أيوب» مرتين ، رواه غيره عن مقسم ، فقال : عن جابر [٣٨٤٢].
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم ح ، وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر ، قالا : أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصّرصري ، أنا أبو عبد الله المحاملي ـ إملاء ـ نا عبد الله بن شبيب ، حدّثني أبو بكر بن [أبي] شيبة ، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي ، حدّثني عبد الله بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن مقسم أبي القاسم ، عن جابر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتي بصفية يوم خيبر وأتي برجلين أحدهما زوجها والآخر أخوها ، فذكر الحديث.
قال : وبات أبو أيوب ليلة عرس رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدور حول خباء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوطء قال : «من هذا؟» قال : أنا خالد بن زيد ، فرجع إليه
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ١١٦ في غزوة خيبر.
(٢) الأصل : للقوم ، والمثبت عن ابن سعد وم.