الوضاح ، عن خصيف ، عن مجاهد قال : أتينا عمر بن عبد العزيز ونحن نرى أنه سيحتاج إلينا ، فما خرجنا من (١) عنده حتى احتجنا إليه ، قال : وقال خصيف : ما رأيت رجلا قطميرا من عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن مسعود بن البدن ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطّيّوري ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف بن العلّاف الواعظ ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثني علي بن أبي الحسن ، ومحمّد بن منصور ، قالا : خرج مكحول وعطاء إلى هشام ، فلما دخلوا الرصافة أناخوا رواحلهم ودخلوا المسجد يركعون ، فإذا بخصيف يحدّث ، فلما رآهما قال : كان العلماء إذا علموا عملوا ، فإذا عملوا عرفوا ، فإذا عرفوا هربوا ، قال : فقال أحدهما لصاحبه : ما يعني إلّا لنا ، قال : فركبوا رواحلهم ورجعوا ولم يدخلوا على هشام.
قال أحمد : فحدّثني بعض مشيختنا قال : فبلغ ذلك هشاما فبعث بالجائزة في طلبهم (٢).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم المقدسي قال : قرأت على أبي منصور خزرون بن الحسن الرّملي ، عن أبي القاسم عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز الموصلي ، حدّثني أبو أحمد محمّد بن محمّد بن عبد الرحيم القيسراني ، نا أحمد بن صدقة بن عبد ربه ، نا إبراهيم ، نا القراطيسي ، نا عيسى بن يونس ، نا الأوزاعي قال : خرج مكحول وعطاء الخراساني يريدان هشام بن عبد الملك يطلبان صلته ، فأتيا الباب ، فلم يؤذن لهما ، فقال عطاء لمكحول : ادخل بنا المسجد حتى يؤذن لنا ، فدخلا فإذا علماء القوم حلق حلق ، وإذا خصيف الجزري أعظمهم حلقة ، وهو أصغرهم سنا ، فجلسا إليه ، فقال له مكحول : حدّثنا يرحمك الله ، فأومأ بوجهه إلى ناحية أخرى فقال : حدّثنا يرحمك الله فهذا عطاء الخراساني وأنا مكحول الدمشقي ، فالتفت إليهما فقال : كان العلماء لا يعرفون ، فإذا قد عرفوا فقدوا ، فإذا فقدوا طلبوا ، فإذا طلبوا هربوا ، قال
__________________
(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.
(٢) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٢٦٦ ـ ٣٢٦٧.