محمّد ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد الله ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم ح.
قال ونا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد ، نا أبو بكر محمّد بن خريم (١) ، قالا : نا هشام بن عمّار ، نا المغيرة بن المغيرة ، نا عروة بن رويم ، عن رجاء بن حيوة ، عن خالد بن يزيد ، قال : بينا أنا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة فسلّمت فردوا السلام ، قلت : أين تريدون؟ قالوا : نريد راهبا في هذا الدير نأتيه في كل عام فيخبرنا بما يكون في ذلك العام حتى لمثله من قابل (٢) ، فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده ، وكنت معنيا بالكتب ، فأتيته وهو على باب ديره فسلّمت فردوا السلام ثم قال : ممّن أنت؟ فقلت : من المسلمين ، قال : أمن أمة محمّد (٣)؟ فقلت : نعم ، فقال : من علمائهم أنت أم من جهّالهم؟ فقلت : ما أنا من علمائهم ولا أنا من جهّالهم ، قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا تبولون فيها ولا تتغوطون ، قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا ، فأخبرني بما هو؟ قلت : مثله كمثل الجنين في بطن أمه يأتيه رزق الله في بطنها ولا يبول ولا يتغوط ، قال : فتربد وجهه ، ثم قال له : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : فإنكم تزعمون إنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا ينقص ذلك منها شيء؟ قلت : نعم نحن نقول ذلك ، وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها خلق الله أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا ، قال : فتربد وجهه ثم قال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهّالهم ، قال : وأنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها؟ قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن له مثلا في الدنيا ، فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك فيسلّم عليهم فيردّون عليهالسلام أجمعون ، قال : فتربّد وجهه ، وقال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت :
__________________
(١) الأصل : حريم ، والصواب عن م بالخاء المعجمة المضمومة. وقد مرّ.
(٢) الأصل : من قائل والمثبت عن م.
(٣) الأصل : «محمد حمد» وفي ابن العديم : أحمد واللفظة غير مقروءة في م.