رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يعطيني العطاء فأقول : أعط من هو أحوج إليه مني ، وإنه أعطاني عطاء مرّة أو مالا فقلت : أعطه من هو أحوج إليه مني ، فقال لي : «ما أتاك من هذا المال عن غير مسألة ولا إشراف نفس فخذه ، فتمولك (١) أو تصدّق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك» [٣٨٠٣].
وأما حديث عمرو بن الحارث :.
فأخبرناه أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي الفقيه الشافعي بقراءتي عليه ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أبو بكر النّيسابوري ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنا محمّد بن علي بن عبد الله بن مهدي ، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو المديني ، قالا : نا يونس بن عبد الأعلى ، نا عبد الله بن وهب :
أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول له عمر : أعطه أفقر إليه مني ، فيقول له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خذه فتموّله فتصدق به ، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وإلّا فلا تتبعه نفسك» [٣٨٠٤].
قال سالم : فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا. ولا يردّ شيئا أعطيه.
قال عمرو : وحدّثني ابن شهاب مثل ذلك ، عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزّى عن (٢) عبد الله بن السعدي ، عن عمر بن الخطاب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم واللفظ لحديث ابن المحاملي.
وفي حديث ابن السّمرقندي ، عن عبد الرّحمن بن السعدي وهو وهم.
وأما حديث الزبيدي ، فأنبأه أبو علي الحداد ، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن عيسى بن سميع ح.
قال : ونا إبراهيم بن محمّد بن عوف ، نا عمرو بن عثمان ، نا محمّد بن حرب
__________________
(١) كذا وفي م : فتموله.
(٢) الأصل «بن» والمثبت عن م.