ومحمد بن طعج ـ بالطاء والعين المهملتين ثم بالجيم (١) ، ـ المعروف بالإخشيد ، وابناه أبو القاسم أونجور ـ بالنون والجيم ـ ومعنى أونجور : محمود ، وأبو الحسن على. وكان مبدأ ذلك فى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، كما دل عليه كلام المؤرخين بأن الخليفة التقى العباسى ولى محمدا المذكور مصر والشام والحرمين فى السنة المذكورة ، وعقد لولديه أبى القاسم وعلى أبى الحسن من بعد أبيهما على البلد المذكورة على أن يكفلهما خادمه كافور الخصى المعروف بالإخشيدى. وهذه الولاية بالعقد عن غير مباشرة ، ودليله أن الفاسى رحمهالله قال بعد استيفاء كلام المؤرخين فى عقد المتقى لمحمد وولديه ما صورته : وما عرفت من كان يباشر لهم ولاية مكة ولا من يباشر ذلك لمؤنس المظفر (٢). انتهى. والله أعلم.
وممن ولى مكة القاضى أبو جعفر محمد بن الحسن بن عبد العزيز العباسى ، ذكر ذلك بعض مؤرخى مصر ، وذلك فى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وقيل : إنه باشر ذلك لأبى الحسن على بن الإخشيد (٣) ، والله أعلم.
ثم ولى مكة فى زمن الإخشيدية بالتغلّب : جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنىّ ، كذا ذكره ابن حزم (٤) ، ثم قال وولده إلى اليوم ولاة مكة يعنى فى زمنه.
قال العلامة الفاسى : ولعل ولاية جعفر المذكور بعد موت كافور الإخشيدى ، وقيل أخذ العبيديين مصر من الإخشيدية ، ويصدق على ذلك أنها الإخشيدية ، ويبعد أن يلى جعفر مكة فى أيام كافور لعظم أمره ، وقد رأيت فى بعض التواريخ ما يدل على أنه كان يدعى لكافور على المنابر بمكة ، وكان موت كافور فى سنة ست وخمسين وثلاثمائة فى
__________________
(١) كذا ضبطها ابن ظهيرة ، ولدى ابن خلكان فى وفيات الأعيان ج ٥ ص ٦٢ : «طغج : بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وبعدها جيم ـ وتفسيره : عبد الرحمن» ومثله فى سائر المصادر.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٠٥.
(٣) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٠٥.
(٤) جهرة أنساب العرب ص ٤٧.