إلا إذا اعتبر المؤلف معاهدة ١٨٨١ صلحا ، وقد ساق مجموعة من آراء الفقهاء منها كراهة السفر إلى بلد الكفر إذا لحقت المسافر مذلة (٩٢).
ونسجل توقا من المؤلف طيلة الرحلة إلى التواصل مع أوربا واعيا بتخلف بني جلدته. بل هو يتمنى ، وهي أمنية لها سمة رمزية دالة ، لو صار البحر المتوسط «كله يبسا أو جعل له نفق تحت الأرض بين إفريقيا وأوربا ... لتسريح أمم القارات من ويلاته وأرباب الأسفار من نكباته ... وتتعارف الأمم المفرق ما بينها بحد سيفه ... ويرى كل فريق صاحبه عيانا ويتعرف لغته وخلقه وعوائده وتنقشع سبل الوهم من بعض أفكار قوم في احتقار قوم آخرين» (٩٣).
ويسجل الورتتاني انتشار الحضارة في كل أنحاء أوربا إذ «لا يخلو بلد من آثار مع مكتب للتعليم ومعبد ديني ومستشفى صحي ومحل للتمثيل ونزل للمسافرين» (٩٤).
وقد لخص مجالات إعجابه بأوربا في :
١. عمران الأرض وخضرتها (٩٥) إلى حد اعتبار فرنسا كلها بستانا واحدا (٩٦) ، وهو أمر مألوف في رحلات العرب إلى أوربا متكرر الورود فيها مما لا يحتاج معه إلى التمثيل.
٢. انتشار المعرفة وتعميمها (٩٧).
٣. الانكباب على العمل المتواصل.
__________________
(٩٢) البرنس في باريز : ٥٢. وقال الماوردي إن المسلم إذا قدر على إظهار الدين في بلد الكفر فقد صارت به دار إسلام : فتح الباري ، ابن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، محب الدين الخطيب ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٣٧٩ ه : ٧ / ٢٢٩.
(٩٣) البرنس في باريز : ٦٠ ـ ٦١.
(٩٤) المصدر السابق : ١٧٦.
(٩٥) المصدر السابق : ٣٠٨.
(٩٦) المصدر السابق : ١٠٣.
(٩٧) المصدر السابق.