كما نشرت الزهرة قصيدة السيد صالح سويسي التي ألقاها في تلك الحفلة. ببيت قبر باستور صور الحيوانات التي اكتشف أمراضها واستعان بالتجربة في بعضها وفيه كتابة معناها ، الإيمان ، الرجاء ، العلم ، الصدقة. وكلها بقطع الحجارة الملونة. وجدت الطبيب مانويليو الأرمني مشتغلا بخصوص جراثيم السل وأطلعني على زجاجة صغرى بمقدار طول الخنصر وبها دواء أصفر ، وقطعة كأنها من البطاطس عليها حبوب صغرى بيضاء قال إنها جراثيم السل. وعند ما قدمها لي كرر الوصاية في التحفظ عند مسكها ، قائلا إن الدواء الذي بها مخطر جدا يمكن أن يقتل عددا يساوي سكان المملكة التونسية. سألته عن الدواء النافع لهذا المرض هل أمكن الكشف عنه؟
فأجاب بأن الحصول عليه لا يزال صعبا. قلت والأطباء يذكرون أن من أقوى أسباب أمراض العقل والصدر بالسل الخمور. وأخيرا كتب شيخ مدينة ليون إيدوار ليريو والعضو بمجلس الشيوخ بنهر الرون ما مضمونه : مرض السل يهجم على كافة البدن ومقاومه كالمصلح الذي يعاني المشاق في شأن مملكته بجلب المصالح ودفع المضار وتقويم المعوج ، والله يعلم ما يلاقي ذلك العاني. وفي أروبا قرروا انتشاره على النسبة الآتية فيموت بسببه في العشرة آلاف كما يأتي :
وينقص في فرانسا في العام نحو مائة ألف بهذا المرض الفتاك ، وربما كان من أسباب انتشار هذا المرض وإعانته على هدم الهياكل البشرية شرب الخمر فهو كالبارود في قذف قنابل الميكروب على البشر. وقد تنبهت الأمم العصرية إلى مضاره بعد أن عرفها الإسلام منذ ثلاثة عشر قرنا ، فمتى يظهر تعميم تحجيره وإراقة هذا السم في الفلاة حتى تصح الأجساد وتحفظ الأموال والعقول ، وتفرغ السجون وتقل الجرائم من