تنقّل من صلب الى رحم |
|
إذا مضى عالم بدا طبق |
ويقال لضريع الليل وطرف النهار طبق ، فيقولون مضى طبق من الليل أو طبق من النهار.
وإذا فان ظاهر الآية يدل على ان الإنسان يتدرج في طبقات الزمان ، ومراحله ، وتحولاته طبقا بعد طبق.
بلى. انه لا يملك التحولات الكبيرة التي تجري عليه. بالرغم من وجود هامش بسيط من الاختيار عنده ، فهو يولد في عصر لا يختاره ، وفي مصر لم ينتخبه ، ومن والدين قدّرا له دون دخل له فيهما ، وعشرات التقديرات الحتمية تصوغ حياته دون ان يكون له فيها صنع ، ثم يتحول من نطفة الى علقة الى مضغة الى خلق سوي ، يولد ليجتاز سبعة وثلاثين مرحلة منذ الرضاعة حتى يكون هرما فيموت ، حسب الأسماء التي وضعتها العرب لمراحل حياة البشر.
وخلال هذه الفترة يتقلب عبر المرض والعافية ، والفقر والغنى ، والخوف والأمنة ، والجوع والشبع ، وترمي به حوادث الزمان من حزن الى سرور ، ومن قلق الى سلام ، ومن شدة الى رخاء وهكذا .. وقد تحمله الدواهي من أرض لأرض ، ومن قوم إلى قوم ، ومن دين إلى دين.
ان كل هذه التحولات جزء من الكدح الذي كتب على الإنسان في هذه الدنيا ، ولكنها لا تنتهي بالموت فما بعد الموت أعظم وأدهى.
وهكذا نقرأ في رواية مأثورة عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ طائفة من هذه المراحل التي يمر بها الإنسان. فقد روي عن جابر انه قال : سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقول :