الإطار العام
الحقائق الكبرى تحيط بلبّ البشر إحاطة السوار بالمعصم ، كلّما أراد منها هروبا وجدها أمامه ، ولا ريب أنّ النشور للحساب ، والولاية من تلك الحقائق ، فبالرغم من محاولات الفرار منها تراهم يتساءلون عنها ، لأنّها من النبأ العظيم ، والنبأ العظيم يجده الإنسان أمامه أنّى اتجه ، ولأهميته يختلفون فيه ، في تفاصيله مرّة وفي محاولات التهرب منه أحيانا.
كلّا .. إنّه يفرض نفسه عليهم حتى يعلموه علم اليقين ، ثم كلّا سيعلمونه حين يرون عواقب تكذيبهم به.
بعد هذه الفاتحة الصاعقة تمضي السورة تذكّرنا بآيات الله في الخليقة والتي تهدينا إلى أنّه عليم حكيم ، وأنّه لم يخلق العباد سدى ، وإنّما بحكمة بالغة تتجلّى في المسؤولية. لقد خلق ما في الأرض للإنسان فلأي شيء خلق الإنسان نفسه؟ ألم يجعل الأرض مهادا ، والجبال أوتادا ، بل وجعل في ذات الإنسان ما يدل على بديع