الإطار العام
بتكرار آية : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» يظهر أنّها المحور الرئيس للسورة الكريمة ، والتي تهدف ـ فيما يبدو ـ تأكيد وعد الله الواقع في أنّ الويل للمكذّبين به ، فبعد القسم بالمرسلات والناشرات يؤكّد ربّنا بإنّ الحصر باللام أنّ وعده تعالى واقع لا محالة (الآيات ١ ـ ٧).
ومع أنّ قول الله : «ما توعدون» شامل لكلّ ما يعد الله به أن يقع ، إلّا أنّ يوم القيامة وما يجلي من الحقائق وما يعنيه من (بعث وحساب وجزاء) هو أظهر مصاديق الوعود الإلهية الواقعة ، وحيث يحلّ أجل ذلك الوعد يشهد الوجود حوادث كونية رهيبة ، فتطمس النجوم ، وتشقّ السماء ، وتنسف الجبال ، وأعظم من ذلك شهادة الرسل على أممها عند الحساب والفصل بين الناس وفي مصائرهم ، إذ أجّلها الله «لِيَوْمِ الْفَصْلِ* وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ». إنّه يوم رهيب ومهول لأنّه يوم الفصل في مصائر العباد ، فويل لأولئك الذين كذّبوا رسل الله من شهادتهم ضدهم عنده وما يتلو ذلك من عذاب شديد يصبّه عليهم ربّهم صبّا (الآيات ٨ ـ ١٥).