الإطار العام
بعد أن يستنهض الوحي النبي المدثر لتحمّل أعباء الرسالة بالإنذار ، وتكبير الله ، وتطهير ثيابه من كلّ نجاسة مادية ومعنوية ، ومقاطعة الرجز بالهجران ، ينهاه عن المنّة على الله لأنّها تقطع الخير ، ويأمره بالصبر له كضرورة تفرض نفسها على كلّ داعية حق وحامل رسالة. أوليس يريد الثورة على الواقع المنحرف والمتخلف؟ إذن يجب أن يتوقّع الكثير من المشاكل والضغوط المضادة في هذا الطريق ، وعليه يجب أن يتحمّل ويصبر كشرط للاستقامة وتحقيق الهدف (الآيات ١).
ولأنّ المؤمن يؤلمه تسلّط الطغاة والمنحرفين من قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ، وبالتالي يستعجل لهم الهلاك والجزاء ، فإنّ القرآن يسكّن ألمه هذا بتوجيهنا إلى يوم القيامة حيث الانتقام الأعظم من أعداء الرسالة والمؤمنين ، إذ ينقر في الناقور إيذانا ببدء يوم عسير لا يسر فيه على الكافرين وأشباههم ، يلاقون فيه ألوانا من العذاب الخالد الذي لا يطاق .. وأنّى يطيق المخلوق الضعيف انتقام ربّ العزة؟! (الآيات ٨).