ويبدو أنّ الأمر أعظم من ذلك ، فالسماء التي جعلها الله سقفا محفوظا لم تعد بناء متقنا. أوليس انتهى يوم الامتحان وجاء يوم الحساب؟ أوليس امتحان البشر هو حكمة الخلق والآن ذهبت الحكمة فليذهب ما يتصل بنا.
وإذا انفطرت السماء تقاطرت الصخور العملاقة التي جاءت من تفتّت النجوم على الأرض ، فويل لمن لا يحتمي اليوم بظلّ التقوى حتى يكون ذلك اليوم محميّا بظلّ العرش!
[٢] حوادث عظيمة في تاريخ العالم ، كالانفجار الهائل الذي ترى بعض النظريات العلمية أنّه وقع قبل حوالي (١٥) مليار سنة ، والذي تلتقط بعض الأجهزة العلمية الحساسة صداه في أطراف الكون .. ولا ريب أنّ هذه الحوادث تتكرر لأنّ عواملها قائمة ، ولكن متى وكيف؟ لم يبلغ علمنا حتى اليوم معرفة ذلك ، بيد أن الوحي ينبّؤنا بأنّ نظام وجود المنظومة التي نعيشها ينهار ، فهل ينهار أيضا نظام سائر المنظومات والمجرّات؟ يستوحي بعض المفسرين ذلك من هذه الآية التي تقول :
(وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ)
قالوا : الكواكب كل النجوم ، ومعنى انتثارها تبدّدها ، لأنّ انتثرت بمعنى الانتثار والتساقط. ولكن يحتمل أن يكون الأمر خاصّا بهذه المنظومة وكواكبها لأنّ الحديث يتعلّق بما فيها ، والله العالم.
[٣] وما هي علاقة انتثار الكواكب بانفطار السماء؟ هل أنّ ضغطا هائلا تتعرّض له منظومتنا تسبّب في تبدّد السماء وانتثار النجوم ، أم أنّ انعدام الجاذبية يسبّب فقدان التوازن الدقيق الذي تعيش عليه الأرض ، أم شيء آخر؟ لا نعلم ، إنّما الذي يبدو لنا من خلال النصوص أنّ هزّة عنيفة تصيب صميم الخليقة ، حيث