[١٥] قسما بالنجوم التي تختفي وتظهر ، وبالليل حيث يخيم ظلامه ، وبالصبح حين يبسط نوره على الأفق .. إن القرآن وحي الله الذي أنزله جبرئيل على الرسول الكريم.
هذه الحقائق تتواصل في جو تلك الصورة المؤثرة لتكون أبلغ أثرا ، وأعظم وقعا.
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ)
يبدو أن اللام هنا زائدة لتأكيد معنى القسم. أليس معناه التهويل؟ فإذا نفي القسم دل على عظمة ذلك الشيء الذي يتحرز المتحدث عن القسم به ، وهذا أشد وقعا في النفس ، فما هو الخنّس؟ قالوا : خنس بالضم خنوسا : تأخّر ، وأخنسه ، غيره : إذا خلفه ومضى عنه.
[١٦] (الْجَوارِ الْكُنَّسِ)
والجوار جمع جارية ، بينما الكنس جمع الكناس اي الغيّب.
وروي عن الامام علي ـ عليه السلام ـ : «هي النجوم تخنس بالنهار وتظهر الليل ، وتكنس في وقت غروبها» وروي عنه ـ عليه السلام ـ : «هي الكواكب الخمسة الدراري : زحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة»
وقيل : المراد من «الخنس» البقر الوحش ، و «الكنس» الظباء.
وكما ذكر في اللغة : أن كلمة «الخنس» تشابه معنى «الكنس» وربما يفترقان في المعنى قليلا ، وأورد الرازي الفرق بين الخنس والكنس فقال : روي عن علي ـ عليه السلام ـ وعطاء ومقاتل وقتادة : أنها هي جميع الكواكب ، وخنوسها عبارة عن غيبوبتها عن البصر في النهار ، وكنوسها عبارة عن ظهورها للبصر في الليل ، أي