وقدر مجمل وزنه ، فلا يصبح اطنانا ولا يبقى عند الوزن الذي أخرج من بطن أمه انما يتراوح بين الستين والتسعين غالبا ، كما يحدد طوله فلا نجد من ارتفع امتارا متطاولة ، كما لا نجد الاقزام إلّا قليلا.
كما يقدر رغبات نفسه ، وشهوات جسده ، ويكيّفها وفق ظروفه ، كل ذلك لا يهديه الى ربه ولا يجعله يسلم وجهه اليه! بلى ما أكفره ما أكفره!!
[٢٠] وهداه الى ما ينفعه وما يضره ، والى ما يسعده ويشقيه ، والى رزقه من اين يأتيه وكيف يصرفه. ان الإنسان مزود بفطرته وعقله ، بمنظومة من الغرائز والأفكار تهديه الى سبل العيش.
(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)
بلى. ألهمه فجوره وتقواه ، وأرسل الأنبياء ليذكروه بتقواه ، وينذروه من الفجور ، وزودهم بشرائع تفصيلية تبين له سبل السلام.
[٢١] وبعد ان انقضت دورته قهره بالموت ليكون عبرة لمن بعده ، وينقله الى حياة أخرى ، ويسعده فيها ان عمل صالحا ، ولم يدع جسمه عرضة لنهش الحشرات والجوارح والسباع ، وانما هيّأ له قبرا يوارى فيه كرامة له.
(ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)
[٢٢] وان الله الذي قلب الإنسان بين يدي قدرته في مختلف الأطوار قادر على أن يعيده متى شاء.
(ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ)