حكي عن كتاب الخليل : نخرت الخشبة إذا بليت فاسترخت حتى تفتت إذا مسّت ، وكذلك العظم الناخر (١) وقيل : الناخرة من العظم ما فرغت وخرج منها صوت بسبب هبوب الرياح.
[١٢] ثم عادوا إلى الواقع وقيّموا موقفهم الجاحد فقالوا إذا كانت القيامة حقّا فإنّهم الخاسرون لكفرهم بها.
(قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ)
ولعل هذا القول كان اعترافا منهم يدانون به يوم القيامة ، أو جحودا بعد اليقين وعنادا بعد الإذعان. وقيل : إنّما هو استهزاء وسخرية.
[١٣] دعهم يقولوا ما يشاءون فإنّ القيامة واقعة ، وبزجرة واحدة تراهم قياما في الساهرة.
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ)
زجر البعير إذا صاح عليه ، ويبدو أنّ المراد منها النفخة الثانية التي يحيي بها الله من في القبور.
[١٤] (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ)
الساهرة الأرض المستوية سميّت بذلك لأنّ سالكها لا ينام فيها خوفا منها. ويبدو أنّ الساهرة هي وجه الأرض في مقابل باطنها حيث أنّهم كانوا في باطن الأرض فتحوّلوا إلى ظاهرها.
__________________
(١) تفسير الجامع لأحكام القرآن ج ١٩ ص ١٩٨.