(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً)
عند ما يلتقي الإنسان بجزائه ، ويجتمع الأولون بالآخرين ، وتنصب موازين القسط ، ويحاكم الظلمة والمجرمون ، ويقوم الأشهاد بالحق ، عندئذ تتجلّى حكمة خلقه.
في ذلك اليوم يتزيّل المؤمنون عن المجرمين ، وتتميّز الأعمال الخالصة لله عن أفعال الرياء والنفاق ، وتنفصم عرى الأرحام ووشائج الصداقات والولاءات ، ولا تنفع شفاعة الأحبّة والأولياء.
[١٨] ويتقاطر الناس على صحراء المحشر زمرا ، كل وفد يقودهم إمامهم الذي اتبعوه في الدنيا.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ)
تلك النفخة الثانية التي يحيي بها الله العباد جميعا.
(فَتَأْتُونَ أَفْواجاً)
كل فوج يأتون تحت راية إمامهم.
وفي الحديث عن البرّاء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبي أيّوب الأنصاري فقال معاذ : يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى : «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ... الآيات» فقال : «يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ، ثم أرسل عينيه ، ثم قال : يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميّزهم الله تعالى من المسلمين وبدّل صورهم : بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكّسون ، أرجلهم من فوق ، ووجوههم