أفلا نهتدي إلى أسماء ربنا الحسنى من خلال آياته التي ذكّرنا بها القرآن ، فإذا لم نتعرف على قدرة ربنا وحكمته وعلمه وتدبيره من خلال آية الشمس فبما ذا نهتدي؟ لقد سخّر الله الشمس لحياة البشر ، وأشعل هذه الكرة الملتهبة في الفضاء.
إنّ درجة حرارة الشمس تناهز ستة آلاف درجة فهرنهايت. هذا عن سطحها ، أمّا العمق فإنّ درجة حرارتها تبلغ الملايين ، وهكذا تنفث هذه الكرة اللاهبة أشعة قد تمتد أكثر من مائة ألف كيلومتر وذلك بسبب التفاعلات الذرية التي تلتهم من جرمها في كلّ ثانية زهاء أربعة ملايين طن. (١)
وقد جعل الله بين الشمس والأرض هذه المسافة المحدودة لكي تستفيد منها الأرض دون أن تضربها ، ولو كانت المسافة أبعد لتجمدت أو أقرب لاحترقت.
[١٤] وإذا كانت الأرض تتغذى بأشعة الشمس ككل فإنّ حياة البشر تعتمد عليها أيضا ، وأقرب مثل لذلك دورة الماء. أوليست أشعة الشمس التي تشرق على المحيطات هي التي تسبب في تصاعد الغيوم عنها ، ثم إنّها تكوّن الرياح التي تحملها ، ثم تتمخّض السحب عن الغيث الذي يرزقنا الله به كلّ خير؟
(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً)
لما ذا سمّيت السحب معصرات؟ هل لأنّها تتراكم على بعضها فتسبب الأمطار ، أم لأنّ نظاما طبيعيّا يسودها حين هطول المطر بسبب اعتصارها (كما قالوا) أم أنّ ذلك إشارة إلى حالة نزول الغيث الشبيهة بعصر الثياب؟ كلّ ذلك محتمل.
أمّا الثجّاج فقد قالوا أنّه المتتالي في السقوط.
__________________
(١) تفسير نمونه / ج ٢٦ ص ١٨٦ نقلا عن طائفة من الكتب العلمية.