الايمان بآياته ، أما السلطة والثروة وغيرهما فلا قيمة لكل ذلك عنده تعالى.
[٣٧] وتستمر الآيات تضرب لنا الأمثال من واقع الذين هلكوا بكفرهم ، وكيف أنهم دمّروا بسبب تكذيبهم لرسل الله وآياته. أو ليس خلق الله الخلق لعبادته؟! بلى. إذن فاذا كذّبوا بالوحي فقدوا مبرر وجودهم ، فلا ضير أن يهلكهم الله.
وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ
بالطوفان.
وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً
علامة وشاهدا على مصير المكذبين برسل الله ورسالاته.
وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً
ويبين هذا الشطر من الآية أن العذاب لا ينحصر في الماضين فقط ، بل يطال كل من يسير في خطهم ، وذلك حتى لا نتصور أنفسنا فوق سنن الله ، أو قادرين على الفرار منها.
ولكن لماذا يقول القرآن عذابا أليما وليس عظيما مثلا؟
ربما لان الذي يكذب بآيات الله بهدف التمتع بحرام الدنيا ومن يفعل ذلك لا بد وأن يؤلم بالعذاب في الآخرة ، وهذه الفكرة تتجلى في مواقع كثيرة من القرآن ، فغالبا ما يتطرق الذكر للعذاب الأليم بعد استعراض لذة حرام مباشرة ، ليبين ان الله يؤلم الإنسان في مقابل تلك اللذة.