بصورة معنوية ، أما في الآخرة فإنهم يفقدون كل ذلك بالصورتين المعنوية والظاهرية ، فاذا بهم يمشون مكبين على وجوههم.
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ
قال بعض المفسرين : أنهم يمشون بعكس الآخرين ، فتكون رؤوسهم إلى الأرض. وأرجلهم إلى السماء ، ولعلّ التفسير الأحسن للآية : انهم لا يرون أمامهم ، فهم مكبون على وجوههم.
أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً
إذا توقفوا.
وَأَضَلُّ سَبِيلاً
إذا تحركوا وساروا ، ويبدو أن الآيات التالية شواهد تاريخيّة على حقيقة هؤلاء ، ولعلّ هذه الكلمة لا تخص الآخرة بل تشمل الدنيا أيضا ، فإنّ للكفار بالوحي عقبى الشرّ في الدنيا كما في الآخرة.
[٣٥ ـ ٣٦] ثم تتعرض الآيات إلى قصة قوم فرعون الذين كذبوا موسى (ع) كمثال على عاقبة السوء التي تنتظر المكذبين بالرسالات ، ويلاحظ الاختصار الشديد في القصة ، وذلك من أجل الاعتبار بالنهاية. إذ هي الهدف من بيان هذه القصص هنا.
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً* فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً
ويوحي هذا التصوير القرآني البليغ بفكرة هامة ، وهي أن المقياس عند الله هو