قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدى القرآن [ ج ٨ ]

273/495
*

إذ يسعى الاستعمار بكل ما يملك من قوى شيطانية ، للمس من كرامة الامة الاسلامية عبر بث التهم ضد الحركات الرسالية ، وواجب الامة الاسلامية اليوم هو بالذات مسئولية المؤمنين بالأمس ، بأن تعتبر نفسها طرفا في الصراع ، وان تكشف الدوائر الاستعمارية الواقفة خلف الأباطيل والتهم المختلفة ضد البررة من ابنائهما.

فالله سبحانه وتعالى يقول : ان هذه التهم تستهدف قبل كل شيء سلامة المجتمع المعنوية ، وعلى المجتمع ان يظن بنفسه خير ، ويتوجه جديا لمواجهة هذه التهم «لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ» ويطالب المتهمين بالأدلة الدامغة ، فلو أتهم شخص آخر بأنه جاسوس دون أدلة ، فان المتهم هو الجاسوس حقا ، لأن الجاسوس هو الذي يخدم المصالح الاستعمارية التي تستهدف الحركات التحررية الرسالية ، والإسلام يأمرنا بمواجهة هؤلاء الأشخاص أمرا وجوبيا معتبرا كفريضة إسلامية حيث يقول :

[١٣] لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ

لاثبات ما اختلقوه ضد سلامة المجتمع وقيادته.

فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ

لأن كلامهم في الواقع عار عن أيّ دليل حتى ولو كانوا صادقين ، وان نشر الفكرة التي لا دليل عليها ولو كان عن سذاجة أو حسن ظن خطأ كبير.

«و كفى بالمرء جهلا ان يقول مالا يعلم ، بل كفى به جهلا ان يقول كل ما يعلم» (١)

__________________

(١) هذا محتوى حديث مأثور عن الامام الحسن بن علي عليهما السّلام.