قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدى القرآن [ ج ٨ ]

272/495
*

ويشعرون بان شمس عمرهم تجنح للأفول ، هم المبادرون لبث هذه التهم ، لأنهم أكثر سلبية وحسدا ، ولعل المراد منه هنا هو شيخ المنافقين في عهد الرسول (ص).

الى هنا يكون الأمر مقتصرا على (التهمة) اما الحديث الآتي فانه ينتقل الى جانب آخر ، حيث يحدد الله فيه المسؤولية ، التي تقع على كاهل المجتمع ، تجاه مثل هذا الأمر فيقول :

[١٢] لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ

يجب على المجتمع المؤمن قبل اتخاذ اي موقف ، ان يعرف خلفيات التهمة بالإفك ، حيث انها لا تقتصر على شخص الرسول فحسب ، بل تعنيهم أيضا ، وتهدد سلامة مجتمعهم ، فهؤلاء لا يهدفون التنقيص من كرامة الرسول فحسب ، بل يريدون أيضا التنقيص من شرف الامة الاسلامية ، عن طريق بث التهم الباطلة ضد قيادتها ، وعند ما يتجاوب المؤمنون مع ما يصبو اليه هؤلاء ، فيظنون بزوجة الرسول (ص) سوءا. فهل يبقى بعد ذلك شرف سليم في الامة ، لا تناله ألسنة هؤلاء المنافقين؟!

اذن لا بد للذين يستمعون هذه التهم من التعرف على طبيعتها ، وكشف الدوائر التي تقف وراءها ، وعلى المجتمع ان يكون رشيدا فاضلا ، يقيّم الأفكار والشخصيات.

فما يدور من صراع جاد اليوم بين الاستعمار والحركات الرسالية ـ التي تهدف تقويض الكيان الاستعماري الجاهلي ، واقامة حكومة اسلامية عادلة ـ صورة حية لما دار بالأمس بين المنافقين الذين كانوا يختلقون التهم ، وبين المجتمع المؤمن بقيادة الرسول.