بفطرتهم.
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
تخدعون من قبل الآخرين ، وتسلب منكم مشاعركم ، وإرادتكم.
[٩٠] بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ
والكذب مرحلة خطيرة من الكفر والجحود ، حيث ينكر البشر الحق لا عن جهل به ، وانما عن وعي بأنه الحق.
[٩١] ومن أكبر كذبهم ادعاؤهم بأن لله ولدا أو شريكا ، والقرآن ينفي هذه الكذبة إذ يقول :
مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ
«من» تفيد الحصر ، والآية ردّ على الذين يزعمون بان : الله منح قدرته وسلطانه لبعض الناس دون بعض ، ولو افترضنا أن مع الله آلهة أخرى :
إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ
وجعل لخلقه نظاما خاصا به ، ولكنّا نجد أن النظام الذي يحكم الذرة هو الذي يحكم المجرة ، ولو صح ما يزعمون لحدث التناقض بين هذه الآلهة.
وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ
وما دمنا نلمس وحدة النظام والخلق. اذن فالاله واحد لا شريك له ، ونجد فكرة تعدد الآلهة منتشرة في الأساطير اليونانية بكثرة ، والكفرة العميقة في هذا المقطع من الآية هي : انه لو كانت توجد الهة غير الله لكان لكل إله قدرة ذاتية ،