[٨٧] سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ
يجب ان يخشى الإنسان من بيده السلطة ، فلما ذا لا تخلع حجب التحدي والعناد والتكبر؟!
والخشية هي الحجاب الفاصل بين التقوى والانحراف ، والايمان والكفر.
[٨٨] قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
الملكوت مبالغة في الملك ، كما الجبروت مبالغة في التجبر ، والطاغوت مبالغة في الطغيان ، وملك الله يشمل ما يظهر وما يخفى ، لا كسائر الملوك والسلاطين الذين يهيمنون على ظاهر الناس دون باطنهم.
وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
ان الله قادر ان يمنع الآخرين عنك فيجيرك ، ولكن لا يستطيع أحد ان يمنع عذاب الله وانتقامه عنك. لو أراد ذلك ، وهناك فكرة تنقل عن أفلاطون وهي : إذا كانت السماء قوسا ، والبلاء سهما ، والرامي هو الله فأين المفر؟! وقد نقلت هذه الفكرة الى رسول الله (ص) فنزلت الآية «فَفِرُّوا إِلَى اللهِ» وفرق بين الفكرة الاولى السلبية ، والثانية الايجابية التي تدعونا ان لا نقف مكتوفي الأيدي حين نرى البلاء ، بل نلجأ الى الله ، فنفر من الرامي اليه ، ومن غضبه الى رحمته. فنقرأ في الدعاء المأثور : «من أين لي الخير ولا يوجد إلّا من عندك؟! ومن أين لي النجاة ولا تستطاع الا بك؟! لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترأ عليك خرج عن قدرتك».
[٨٩] انك لو سألتهم عن كل ذلك :
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ