القائم على أساس المال والرجال ، وهي :
الف / الإشفاق من العمل ، فدائما ما يستقل المؤمنون أعمالهم ، ويساورهم هاجس التقصير ، بما يحسسهم انها قد لا تبلغ مرضاة الله ، مما يزيدهم عزيمة وإصرارا على العطاء الأكثر ، والإخلاص الأنقى ، أما المنافقون فإنهم يفرحون بأعمالهم ويكبرونها ، فلا يقبلون الانتقاد بما يرونه في ذواتهم من كمال وعصمة ، بينما يرحب أولئك بكل انتقاد بناء. حيث أنهم يتهمون أنفسهم بالتقصير ، فلعلهم اخطأوا أو غفلوا ، ومحور هذه المقارنة هو الخشية عند فريق دون الفريق الآخر ، فكلما عمل المؤمنون لا تزال فيهم بقية ارادة ، وعزيمة خشية التقصير ، وانهم لما يفكوا رقابهم من النار.
جاء في نهج البلاغة عن الامام علي ـ عليه السّلام ـ وهو يصف المؤمنين :
«فلو رخص الله في الكبر لأحد ، لرخص فيه لخاصة أنبيائه ، وأوليائه ، ورسله ، ولكنه سبحانه كره لهم التكابر ، ورضي لهم التواضع ، فالصقوا بالأرض خدودهم ، وعفروا في التراب وجوههم ، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين وكانوا قوما مستضعفين قد اختبرهم الله بالمخمصة ، وابتلاهم بالمجهدة ، وامتحنهم بالمخاوف ، ومحصهم بالمكاره ، فلا تعتبروا الرضا والسخط بالمال والولد. جهلا بمواقع الفتنة ، والاختبار في موضع الغنى والاقتصار». (١)
و قد نصح لقمان ابنه فقال له فيما قال :
«خف الله ـ جل وعز ـ خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك». (٢)
__________________
(١) المصدر ص ٥٤٥.
(٢) المصدر ص ٥٤٧.