«وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً».
ولا يزال العالم المادي اليوم يعتبر ميزان التقدم الدخل القومي ، ويزعم بعضهم ان الله معه ، لأنه أصبح أشد بطشا وارهابا في الأرض ، ويكتب على دولاراته ـ بالاعتماد على الله ، ثم يتلاعب بمصير الشعوب بتلك الأموال ـ حاشا الله ـ انه لا يسلط الظالمين على البشرية ، ويرضى عنهم.
أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ* نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ
هل يتصور هؤلاء ان الخير والكمال هو المال والرجال؟ واننا حين نعطيهم ذلك يعتبر حبا منا لهم أو رضى بهم؟!
بَلْ لا يَشْعُرُونَ
لان الخير الحقيقي هو فيما يقوله القرآن ، لا ما يملكون ، وهو أيضا ما يجسده الذين تتحدث عنهم الآيات التالية :
[٥٧] إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ
فالمؤمنون يعملون ، ولكنهم لا يغترون بعطائهم ، بل يشفقون على أنفسهم ، لأنهم يعرفون أن هذه الأجساد لا تحتمل لهب النار ، فيبقى همهم وشغلهم الشاغل هو إنقاذ أنفسهم من جهنم ، وتتكرر في الدعاء هذه العبارة : «وَقِنا عَذابَ النَّارِ» وفي الآية القرآنية :
«فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ».
وتؤكد هذه الآية وما بعدها على الفروق بين التجمع المؤمن ، والآخر المصلحي