لا بد ان يكون الحديث حول أصل صدق الرسالة ، فمتى ما أيقن المرء ان الرسول يدعو الى الله عبر طريق مستقيم. فلا يجوز ان يجادل في الفروع.
وانه لماذا الصلاة الى الكعبة ، وليس الى المسجد الأقصى ، ولماذا الصوم في شهر رمضان ، وليس في أيام عيد الفطر ، ولماذا لا يحرم الإسلام ما نهت عنه شريعة موسى ، وما الى ذلك مما كان الكفار يجادلون فيه ، ويتخذونه ذريعة لجحودهم ، ومما لا يزال بعض انصاف المثقفين يتخذونه مادة للجدل العقيم ، ويبررون به فسقهم عن الدين وكفرهم به.
وأساسا كلما منعت البشر العصبية عن منهج سليم ، ولم تفلح أدلته في رده ، أخذ يناقش في الجزئيات التي لا علم له بها والتي لا يستطيع أحد اقناع أحد فيها.
ولعلنا نستوحي من الآية : ان الامة الواحدة مهما اختلفت طرائق وشيعا فانها تقوم على أساس منسك واحد ، فالمنسك هو رمز مبدئية الامة ووحدتها ، فالمسلمون قد يختلفون في اي شيء الا في الصلاة الى الكعبة والحج إليها والصوم و .. و. والمسيحيون يختلفون كذلك في كل شيء الا في بيت المقدس ومجموعة مناسك يتفقون عليها مثلا.
فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ
أنت لا تملك ايها الرسول سوى البلاغ وليس لهؤلاء حق في ان ينازعوك أو يناقشوك فيما أمرك به الله ، خصوصا في المناسك ، وفي هذا نهي حتمي عن الخوض في مثل هذا الجدل.
وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ
انك على هدى ، تعرف الغاية وتعرف أيضا الطريق المستقيم إليها ، فلا تلتفت