استفاد من علمه.
[٨ ـ ٩] (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ* ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ)
مع ذلك نحن نؤكّد لكم : بأن الأنبياء متصلون بالله ، وإنّ كلامهم وعد من الله ، وأن الله سبحانه وتعالى ينفذ ما قال ، وينجي رسله ويهلك الآخرين.
وتتكرر في القرآن الكريم كلمة الإسراف بصيغ مختلفة لتدل على حقيقة يجب أن نتذكرها دائما ونتأمل فيها كثيرا وهي : إن الإسراف هو أحد الأسباب الرئيسية لانحراف البشر ، فالإنسان الذي يأكل ويشرب وينام ويتزوج بقدر حاجته ، لا ينحرف لأن الله دائما يوفر للإنسان رزقه ، ولكن الذي يضل عن الصراط هو المسرف الذي يريد أن يجمع أموال الناس الى أمواله ، ويبني سعادته على حساب الآخرين ، والقرآن يؤكد هنا : بأن الذين يهلكون إنّما هم المسرفون.
دور القرآن :
[١٠] (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ)
القرآن يأتي لينبه الإنسان عن تلك الغفلة التي تفصل بينه وبين الحساب ، ولا تدعه يتذكر أنّه مسئول محاسب وأن حسابه قريب.
إذا كلما رأيت نفسك غافلا فاقرأ القرآن ، لأن قراءة القرآن تعطيك ذكرا ، وتوجهك الى الحقيقة.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ)